دفنا أميره
Dafna Amira
المحطة المركزية الجديدة
المحطة المركزية الجديدة في تل أبيب هي فشل معماري وتخطيطي يحفظ الفوضى، وفي نفس الوقت هي مركز ثقافي ضروري لمن ُينظر إليهم على أنهم مرفوضون من قبل أجزاء من المجتمع. المحطة هي مثال على علىمنطقة غير تابعة ألحد التي يكون وجودها ضروريا لغرض الحفاظ على النظام االجتماعي القائم. لمدة ثالث سنوات، كنت أتجول كل أسبوع في المناطق الهامشية بالمحطة المركزية، مع تركيز نظري على الهيكل المعماري نفسه. مثلما يتم تشكيل الفضاء وفقا للصورة الداخلية للخيال الفردي، هكذا أقوم بتصوير المحطة. التصوير الفوتوغرافي هو تصوير مباشر وثائقي- شكلي. كمحققة في استجواب أو مصورة للطب الشرعي، أبحث عن بقايا أفعال بشرية في مساحة المحطة أو تلميحات عن غيابها. وتنكشف هذه البقايا في مظاهر مختلفة: التراكم، الغبار، األوساخ، اإلهمال، الترك ،التفكيك ،التجميع ،االرتجال والعشوائية. من خالل التصوير الفوتوغرافي والتأطير، تصبح هذه البقايا خلفيات مسرحية يكتنفها الغموض. بالمقارنة مع المساحات المألوفة، توجد في المحطة مساحات ذات طبيعة فوضوية، والتي تكرر الحياة اليومية وتحدد الوضع الطبيعي من خالل استبعادها الخاص. تشير هذه الصور إلى المحطة على أنها بيئة غريبة وغير مألوفة، ال يمكن وصفها بالكلمات وتعريفها، ألنها ليست ضمن النظام االجتماعي المألوف.